لا يمكن الحديث عن مباراة المنتخبين الجزائري والمصري دون الحديث عن الجمهور الجزائري الذي صنع الفرجة طيلة ساعات بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، رغم تأثرهم من الحرارة وعامل التعب.
أنصار المنتخب الجزائري الذين توافدوا على مدينة البليدة منذ ليلة أول أمس، قضى البعض منهم ليلته في الشارع، حتى يضمنوا الظفر بمكانة في مدرجات الملعب، بعدما فتحت أبواب الملعب على الحادية عشرة صباحا.
وسجلنا حضور محبي المنتخب الوطني من مختلف ولايات الوطن، وكانت لوحات ترقيم السيارات دليلا على ذلك، فكان الحضور من شرق البلاد وغربها، شمالها وجنوبها، كلهم التفوا حول المنتخب الوطني، حيث دوّت الأغاني الممجدة للمنتخب الجزائري من السيارات والمحلات بالبليدة، ليتواصل العرس داخل الملعب من خلال اللوحات الجميلة التي صنعها الجزائريون وتفاعلهم الإيجابي مع النداءات التي تواصلت من طرف المنظمين للتحلي بالروح الرياضية. وعلى خلاف مباراة كأس الجزائر، فإن المنظمين ضمنوا تزويد الجمهور الحاضر بالماء، وسمحت أيضا القبعات التي أهدتها ''الخبر'' لمشجعي النخبة الوطنية من تجنّب أشعة الشمس، لتتواصل الفرجة والغناء إلى غاية انطلاق المباراة وخلالها أيضا، حيث لم يبخل الجمهور الجزائري بتشجيعاته لرفقاء الحارس فاواوي، وأعطى أفضل صورة عن الروح الرياضية، رغم تمسكه بالضغط على المنتخب المصري، إدراكا منه أن التأثير على معنويات لاعبي المنتخب المنافس مشروع حتى يقدم خدمة لمنتخب بلاده.
جمهور ملعب البليدة الذي ضم أنصار الجزائر من مختلف أنحاء الوطن، كان جمهورا من ذهب واستحق فعلا العلامة الكاملة.
ولا يفوت أن نذكر تأثّر العديد من الأنصار الذين تحمّلوا مشقة التنقل إلى مدينة البليدة، بسبب عدم تمكنهم من الدخول، وهناك من الأنصار من اشترى تذكرة من السوق السوداء ومع ذلك بقي خارج الملعب، وراح البعض قبل أربع ساعات عن انطلاق المباراة يتوسّلون رجال الشرطة من أجل السماح لهم بالدخول لكن دون جدوى.